الطرخشقون أو الطرخون
ومن أسمائه الأخرى التى يعرف بها: الخس البري، طرشقون، هندباء بري، سَريس بري، كسنى صحرائي، هندب، خس بري، شجرة أسنان الأسد، طرخشقوق، أنياب الأسد، والاسم الشائع هندباء بري، ومنه نوع يسمى اليعضيد، أو الجعضديد بلهجة أهل مصر.
وهو من الأعشاب التي تحتوي علي مرارة في الطعم، وفائدة دوائية كبري، وقدرة مذهلة علي الشفاء خصوصا لأمراض الكبد والحوصلة المرارية، فهو يساعد علي فتح السدد في مجاري الكبد، كما أنه يعمل علي تخليص الكبد من السموم التي تصل إليه من الدم.
وسبب تلك القدرة الشفائية لهذا النبات المر ترجع إلي وجود مادة يطلق عليها أسم (تركسكن Taraxacin) والتي لها تأثير قوي في الشفاء السريع حتى علي معظم الحالات الخطرة من التهاب الكبد، وربما في خلال أسبوع واحد من تناول تلك المادة.
ويأتي ذلك بتناول الشاي المصنوع من جذور نبات الطرخشقون، وتناول ملئ كأس منه من 4 – 6 مرات في اليوم مع تناول شيء من الطعام الخفيف الذي لن يخرج عن كونه حساء من الخضراوات مع بعض الأرز، مثل حساء فاصوليا المونجو (التي تشبه البازلاء ولكنها أصغر في الحجم).
ومن المعروف أن خلاصة الطرخشقون تستعمل بنجاح لعلاج التهاب وتضخم الكبد الناجم عن الإصابة بالأمراض المختلفة، وحدوث الصفراء، وعسر الهضم الناجم عن قلة العصارة الصفراوية من المرارة، وكذلك عدم وجود الشهية للطعام مع الإحساس بالإرهاق العام للجسم. والطرخشقون يساعد علي الحد من زيادة نسبة الكولستيرول في الدم.
ولعمل شاي الطرخشقون، يتم غلي 2 ملعقة صغيرة من الجذور مع 2 كوب من الماء لمدة 15 دقيقة وذلك للحصول علي شاي قوي التركيز، ويمكن تحليته بالعسل أو السكر حسب الرغبة في ذلك، ويشرب منه ملئ كأس مرتين في اليوم صباحا ومساء حتى يظهر التحسن الملموس في فترة تتراوح ما بين أسبوع وستة أسابيع من تناول هذا الشاي.
والطرخشقون علاج ناجع لمشاكل المرارة، خصوصا لهؤلاء المرضي الذين لديهم استعداد لتكون الحصى في المرارة، لذا فإنه يجب استعماله لمدة تتراوح ما بين 4 – 6 أسابيع حتى تظهر النتائج الطيبة لهذا الأثر، وحيث تقل أو تنتهي الأعراض المصاحبة، مثل عدم الارتياح بأعلى البطن من الناحية اليمني، والآلام التي قد تصاحب ذلك في كثير من الحالات. والطرخشقون نبات مأمون العاقبة، حتى لو أخذ علي فترات كبيرة من الوقت.
وجدير بالذكر فإنه يمكن شرب عصير الطرخشقون الطازج بمعدل ملئ ملعقة كبيرة مرتين باليوم لكي نحصل علي نفس الغرض من شرب الطرخشقون.
وبالرغم من أن الطرخشقون علاج مميز للكبد والمرارة، إلا أنه يفيد الجسم عامة. وأن مغلي أو خلاصة الجذور تصبح علاجا لابد منه لفتح السدد في كل من الأعضاء التالية: الكبد والمرارة، والطحال، والبنكرياس، والكلي والمثانة البولية، كما أنه ذو فائدة كبري للمعدة والجهاز الهضمي عموما.
أوراق الطرخشقون تعتبر من أفضل مدرات البول علي الإطلاق، ودون حدوث أعراض جانبية تذكر في هذا الصدد، مثلما يحدث عند تناول مدرات البول الدوائية.
والمداومة علي تناول شاي الطرخشقون، يعمل علي خفض ضغط الدم المرتفع، وأيضا يساعد في علاج الأنيميا بإمداد الجسم بالمعادن الأساسية اللازمة لتصنيع كريات الدم الحمراء، مثل الحديد والكوبلت، وغيره من المعادن الهامة، وأيضا يعتبر من النباتات ذات الشأن التي تعمل علي خفض الوزن.
ومغلي جذور الطرخشقون يعتبر من الوسائل الهامة والمتخصصة لعلاج انخفاض مستوي السكر في الدم، ولربما يكون مفعوله أقوي عندما يضاف إليه عشب أخر وهو نبات الجنسنج وقليل من نبات الزنجبيل، وذلك للحصول علي أقصي فائدة من كل منهم في هذا الشأن.
ومن الفوائد الهامة لنبات الطرخشقون هو المساعدة علي تخليص الكلي من الحصى والأحجار التي تعلق بها. فالذي لا يعرف ما هي حصى الكلي، يكفي أن يتصور أن المريض بذلك يعاني من الآلام المبرحة، مع عصر وطحن خلف الظهر بمحيط الكلي، والذي يبدو أنه سوف يظل هناك إلي الأبد.
ولكي يستطيع المريض التغلب قليلا علي تلك الآلام، فإنه ينصح له بالحصول علي حمام ساخن، وكمدات حارة علي مكان الألم، مع تناول بعض العقاقير المسكنة للآلام. وعندما تهدأ الحالة الحادة، فإنه ينصح بتناول شاي البابونج ببطء، لكى يعمل كمزيل للتقلصات. وعند تمام سكون الحالة فإنه ينصح بتناول كميات كبيرة من شاي الطرخشقون والذي قد يساعد علي إذابة حصى الكلي، ويعمل علي خروجها إلي خارج الجسم.
والجرعة المناسبة من شاي الطرخشقون تتم بغلي ما مقداره 30 جرام من الجذور المقطعة ويشرب منها عدة كاسات في اليوم، علي الأقل لمدة 10 أيام، حتى يتحقق مرور الحصاة إلي خارج الجسم.
والطرخشقون من النباتات النافعة لعلاج مرض هشاشة العظام، حيث أن النموات الخضرية بأعلى نبات الطرخشقون تحتوي علي 130 جزء من المليون من معدن البورون الهام واللازم لزيادة هرمون الأستروجين في دماء كبار السن من النساء، وأيضا يحتوي علي عنصر السليكون الهام لنمو العظام أيضا.
ويأتي الطرخشقون في المرتبة الثانية بعد الملفوف أو الكرنب من حيث احتوائه علي عنصر البورون، والذي بدوره يعمل علي الحفاظ علي العظام سليمة، وأيضا يمنع حدوث هشاشة العظام في تلك السن.
والطرخشقون يعتبر واحد من أفضل الأطعمة العلاجية والتي تستعمل في خفض حدة الأعراض الروماتزمية المزمنة بالجسم. فهو من العناصر ذات الأهمية في علاج أمراض الروماتزم المفصلي المتآكل. ويتم تناوله في مثل تلك الحالة بمعدل نصف كوب من العصير الطازج للأوراق، صباحا ومساء علي معدة خاوية.
أما إذا كانت الحالة من السوء بحيث أن المريض لا يستطيع الحركة أو أنه ملازم للفراش بسبب المرض، فإنه ينصح بتناول عصير الطرخشقون مع عصير نبات
(قرة العين أو الجرجير Watercress) بنسب متساوية لمعالجة مثل تلك الحالات المزمنة.
والطرخشقون علاج حاسم للدوالي وتضخم الأوردة المرضي في آماكن الجسم المختلفة إذا ما أضيف له نبات (المردقوش أو العترة Marjoram) وأيضا (نبات الحبق Oregano). بمعدل لتر من الماء مغلي يضاف إليه ملئ 2 ملعقة كبيرة من جذور الطرخشقون، وملئ ملعقة صغيرة من كل من المردقوش والحبق، علي أن يتم نقع كل من تلك الأعشاب لمدة 10 دقائق في الماء الحار، ثم تصفي وتحلي حسب الطلب، ويشرب ملئ كأس 3 مرات في اليوم بين الوجبات. وفي خلال شهر من تناول ذلك الشاي، فما تلبث الدوالي إلا أن تختفي تدريجيا من الساقين.
كما أن خلاصة عصير الطرخشقون تستعمل بصفة روتينية لعلاج العمي الليلي وبنجاح ملحوظ. ويعزي السبب في ذلك لوجود مادة يطلق عليها (هلينين Helenin) والتي تصنع أحد مكونات العين الهيتسولوجية (الأقماع البصرية) وذلك في وجود كل من فيتامين (أ، ب) والموجودان بكثرة في عصير الطرخشقون، ولذا فأنه مفيد لعلاج حالات التهاب شبكية العين المزمن.
وعصير الطرخشقون مع عصير نبات قرة العين، يكونان معا مشروب الصحة، خصوصا لكبار السن، ويمكن خلطهما مع عصير الجزر لذوي المعدة الضعيفة، حيث أنهما ينشطان الكبد، وبالتالي يمكن زيادة حيوية الجسم وأدائه العام. .
وفي الصين فإن الطرخشقون يعالج جميع مشاكل الثدي المرضية لدي الإناث، بدأ من قلة إفرازات الحليب لدي المرضعات، وحتى علاج بعض حالات سرطان الثدي لدي البعض الأخر من الإناث.
والخلاصة هي أن شرب شاي الطرخشقون يفيد الجسم ويبرئه من العلل التالية: التهابات الكبد والجهاز الهضمي، ومشاكل العين والأنف، والجهاز البولي وحصى الكلي، وأيضا أمراض الالتهابات المختلفة في الجسم، مثل التهابات الثديين، واللوزتين، والغدد النكافية، والتهاب الجهاز التنفسي مثل الرئتين والقصبة الهوائية، كذلك يعتبر علاج نافع للجلد من الأمراض الفيروسية التي قد تعلق به.
كما يمكن عمل قهوة من جذور الطرخشقون المحمصة والتي لها خواص صحية جمة تتفوق علي قهوة البن المعتادة، ودون مضاعفات جانبية تذكر مثلما تفعل قهوة البن المعتادة علي الجهاز الهضمي والعصبي معا. بل علي العكس وكما تم ذكره من قبل، فإن تلك القهوة تفيد وتحمي الأعضاء المختلفة في الجسم، مثل الكبد والمرارة، والكليتين، والجهاز الهضمي، ودون حدوث أرق من أثر تناولها.
الأجزاء المستخدمة وأين تنمو:
الطرخشقون وثيق الصلة بالهندباء البرية أو الشيكوريا chicory، والطرخشقون عشبة شائعة في جميع أنحاء العالم ومصدر الهام للذين يبحثون عن مرجة مثالية. وتنمو النبتة إلى ارتفاع 30 سم منتجة أوراق رمحية عريضة وذات شقوق، وأزهار صفراء متفتحة على مدار السنة،
وبعد النضج، تتحول الأزهار إلى الفطر النفاث الذي يحتوي على حبوب تتناثر في الهواء.
وينمو الطرخشقون تجاريا في الولايات المتحدة وأوروبا. وتستخدم الأوراق والجذور في المكملات العشبية.
الاستخدام التاريخي أو التقليدي
يستخدم الطرخشقون بصورة عامة كطعام. وتستخدم الأوراق في السلطات الطازجة، ولعمل الشاي، في حين تستعمل الجذور غالبا كبديل للقهوة.
واستخدمت أوراق وجذور الطرخشقون لمئات السنين لعلاج أمراض الكبد والمرارة والكلى ومشاكل المفاصل. ويعتبر الطرخشقون منقيا للدم، ويستخدم لعلاج العديد من الأمراض المتنوعة للجلد مثل الأكزيما، وحب الشياب، والصدفية، وآلام الروماتزم ووجع المفاصل التى يسببها النقرس، وهشاشة العظام، وأنواع عدة من السرطان، وعلاج جيد للإمساك المزمن.
كما استخدمت الأوراق لعلاج مشاكل المرارة ومنع تكون حصوات المرارة، وأيضا فهى تعمل على إذابة الموجود منها.
وكما هو الحال الآن، فقد تم استخدام الطرخشقون تاريخيا لعلاج سوء الهضم واحتباس الماء بأنسجة الجسم، وعلاج لأمراض الكبد والتي تشمل التهاب الكبد الوبائى.
كذلك فإن الطرخون يستعمل فى علاج ارتفاع ضغط الدم، حيث يعمل كمدر طبيعى للبول، وبالتالى الإقلال من حجم السوائل المتواجدة فى الجسم.
ويعمل أيضا كمنقى ومطهر للكبد والمرارة بصفة خاصة، كما أنه يشجع الكليتين على التخلص من الفضلات السامة بالجسم.
المركبات الفعالة:
المكونات الأساسية المسؤولة عن تأثير الطرخشقون على الجهاز الهضمي والكبد هي العناصر المميزة المرة والتى توجد فى الجذور. وهذه العناصر التي أشير إليها سابقا بالطراكساكين taraxacin ولاكتونات سكسكويتربين sesquiterpene lactones والأوديسمانوليد eudesmanolide والجيرماسرانوليد germacranolide وهي استثنائية للطرخشقون، وكذلك توجد أحماض الفينول Phenolic acid والأملاح المعدنية مثل البوتاسيوم والكالسيوم.
وتوجد فى الأوراق مجموعة أخرى من المركبات المفيدة، وهى الكيومارين Coumarins والكاروتينويدز Carotenoids والأملاح المعدنية وخاصة البوتاسيوم.
والطرخشقون أيضا مصدر غني للفيتامينات والمعادن وله محتوى عالي من الفيتامين (أ) وكذلك مقادير معتدلة من الفيتامين (د) والفيتامين (ج) ومجموعة الفيتامينات (ب) المركبة والحديد، والسليكون، والمغنسيوم، والزنك، والمنجنيز.
وتوضح الدراسات التي أجريت على الحيوان أنه بتناول مقادير كبيرة (2 جرام لكل كيلو جرام من وزن الجسـم) تحـوز الأوراق على تأثيرات مـدرة للبول بمدر البـول الشائع الفوروسـيميد أو Lasix
والبيانات التحليلية التى أجريت على الحيوان ضئيلة، وعلى المرضى أن يسعوا إلى استشارة الطبيب قبل استخدام أوراق الطرخشقون لعلاج احتباس الماء.
والمكونات المرة في الأوراق والجذور تساعد على تحفيز الهضم، وهي سهلة بصورة معتدلة. وهذه العناصر الأساسية المرة تزيد من إنتاج الصفراء في المرارة، وأيضا تدفق الصفراء من الكبد.
ولهذا السبب يوصى باستخدام الطرخشقون من قبل بعض أطباء الأعشاب للأشخاص الذين يعانون من كسل وظيفة الكبد نتيجة لإساءة استعمال الكحول، أو سوء الحمية الغذائية.
والزيادة في تدفق الصفراء يمكن أن تساعد في تحسين أيض metabolism أو استقلاب الدهون (شاملة الكوليسترول) في الجسم. وأوضحت العلاقة الجديدة من الدراسات التي أجريت على الحيوان أن الاستيرول الناتج من جذور النبتة وثيقة العلاقة المسماه (الشيكوريا) japonicum Taraxacum أو تراكساكوم جابونيكو، موجود بها صفات علاجية مقاومة للسرطان.
ما هو المقدار الذي يتم عادة تناوله؟
كمقوى عام للكبد أو المرارة ولتحفيز عملية الهضم، يمكن استخدام 3-5 جرام من الجذور الجافة أو مقدار 5- 10 ملي لتر من الصبغة المصنوعة من الجذور ثلاثة مرات في اليوم. ويوصى بعض الخبراء بالصبغة ذات الأساس الكحولي لأن العناصر الأساسية المرة قابلة للذوبان أكثر في الكحول.
كمادة مدرة للبول معتدلة أو محفزة للشهية يمكن إضافة 4- 10 جرام من الأوراق الجافة إلى 250 ملي لتر (1 كأس) من الماء المغلي وشربه كمادة مستخلصة بالغليان، أو 5- 10 ملي لتر من العصير الطازج من الأوراق، أو 2- 3 ملي لتر من الصبغة المصنوعة من الأوراق يمكن استخدامها ثلاثة مرات في اليوم.
تم استخدام الطرخشقون بالارتباط مع الحالات التالية:
- مساندة الإقلاع عن الكحول.
- الإمساك (الجذور).
- الاستسقاء (احتباس الماء) (الأوراق).
- سوء الهضم وحرقة الفؤاد (الأوراق والجذور).
- مساندة الكبد (الجذور).
- مساندة الحمل وما بعد الولاة (الأوراق والجذور).
- أمراض المرارة ( الأوراق).
هل توجد هناك أية آثار جانبية أو تفاعلات؟
يجب استخدام أوراق الطرخشقون بحذر من قبل الأشخاص المصابين بالحصوات الصفراوية، أو حدوث انسداد مرضى بمجرى المرارة. لذا فإن المصابين بإعاقة في القناة الصفراوية عليهم تفادي تناول الطرخشقون تماما.
وفي حالة القرحة الهضمية يجب استخدام الطرخشقون بحذر، حيث يمكن أن يسبب زيادة إنتاج الحمض المعوى. أما الذين يعانون من تجمع السوائل بأجسادهم، أو احتباس الماء فيجب استشارة الطبيب قبل استخدام أوراق الطرخشقون.
العصارة اللبنية الموجودة في ساق وأوراق الطرخشقون اليانع يمكن أن يسبب طفح جلدي متعلق بالحساسية في بعض الأشخاص، لذا يلزم تجنبها بمعرفة هؤلاء الأفراد.